صـــباح الروز الأحمر//
//مـــساء الجـــوري
أقف لبرهة أمام ضفاف قد تكسرت على موانئه كل سفينة كانت محملة بأحلام وطموح وردية اللون،فأصبحت قبل أن تمسي رمادية ،باهتة..!!وعلى نفس الميناء أرى جثة هامدة..أخاف أن أقترب فالمنظر شنيع من بعد..!!فكيف حاله عن قرب..؟؟!!
وقبل الاقتراب أحمل دفاتر أيامي فأمزقها علّ شجاعتي تتجمع وتوتري يزول، تبدأ قدمي "مرغمة" في التقدم،تتبعها خطوات أخرى،وحين المواجهة يزداد الموقف بشاعة،أشيح بوجهي عن ذلك المنظر وأنا أكتم شهقة تحارب أنفاسي وأضلعي تريد الخروج،والرائحة الكريهة بدأت في الانتشار أكثر من ذي قبل..
منظر لا أحتمله..كل جسمي قد تصلب من هول الموقف،وبدأت أنفاسي تتسارع علها تهدأ من روعي، جثة الماضي وكل ما كان في نظري جميلا،أراه مكبوبا على وجهه وكأنه قذارة ما تبقى من العمر، أتلك الحقيقة منذ البداية وأنا العمياء عنها..؟؟!!
انتهى كل شيء قبل أن يبدأ،ومشاعري لازالت في صراع مرير لا تفقه من الواقع المخيف حولها سوى البراءة كل البراءة ولا شيء غيرها..!!
أحرر حزني من بين أضلعي فتبدأ دموعي في الانهمار ، أتمتم بكلمات غريبة أنا نفسي لا أفهمها..!! يبدأ المطر بمواساتي ..قطرة سقطت على عيني ،تتلوها قطرة على ليل شعري،قطرة تتلوها قطرات، يبدأ المطر بالانهمار بعنف أكثر من ذي قبل،وكأنه يفجر عن حزن السحب ،يريد أن يطهرني من همومي ويطهر تلك الجثة من ذنوبها،ينهمر بقوة ودون أن يتوقف..!!
شيئا فشيئا ، ينزاح الوحل عن تلك الجثة المخيفة، أقترب،أنتشلها من بين أشواك الورود وبقايا الديدان، أخاف عليها..!! وقبل أن أفعل..ترتجف يداي وكأنها استوعبت فكرة الاستحالة، إنها ميتة منذ زمن وإحساسها قد مات معها..فيبدأ الحوار المرير بين قلبي وعقلي،ولا زلت أنا واقفة أنتظر ..!!
ويبقى السؤال
آلحب كاف لمحو قذارات كريهة قد حجرت قلوبنا؟