في مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي عقد مؤخرا بالعاصمة اليونانية أثينا فوجيء مرافقو أبو مازن بطلب من الرئيس العراقي 'جلال طالباني' للقاء إيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس حزب العمل ومصافحته، وجرت المقابلة أو المصافحة بين الرجلين لتشكل صدمة للعراقيين.
فطالباني ليس مجرد زعيم لحزب كردي ولكنه رئيس جمهوريتهم والتطبيع مع إسرائيل خط أحمر عند العراقيين شيعة وسنة وإن لم يكن كذلك لدي الأكراد الذين تربطهم باليهود وإسرائيل علاقات منذ أربعينيات القرن الماضي، مصافحة باراك طالباني جاءت تتويجا لهذه العلاقات التي انتعشت بعد الغزو الأمريكي للعراق حيث توغل الإسرائيليون في كافة مناطق إقليم كردستان.
الإسرائيليون لم يكتفوا بذلك بل انتشروا في بقاع العراق جنوبا وشرقا وغربا، فمعظم الشركات الأمنية في العراق إسرائيلية وقد حصلت علي عقودها من حكومة المالكي بضوء أخضر من أمريكا وبعين حمراء للحكومة العراقية، والموساد (المخابرات الإسرائيلية) توغل في كافة مفاصل وأركان الدولة العراقية، وقام بعمليات لسرقة المخطوطات اليهودية النادرة وبتدريب وتأهيل فرق الموت خاصة 'البشمرجة' الكردية.
كما أن البضائع الإسرائيلية إلي جانب الإيرانية تملأ أسواق مدن العراق، كما انتشر اليهود تحت عباءة الجنسية الأمريكية وحتي بدونها في مجالات المقاولات والاستيراد وصولا لوضع دستور العراق من خلال أستاذ بجامعة هارفارد ذي أصول يهودية بل أنشأ الموساد مراكز لجمع المعلومات والتجسس علي الأرض العراقية.
ويحظي الوجود الإسرائيلي بدعم من العديد من قيادات العراق من بينهم أحمد الجلبي وطالباني وبارزاني وغيرهم لكن الأخطر من التواجد الإسرائيلي هو إقدام بوش علي الغزو وفقا لنبوءة توراتية بضرورة تدمير موب ( العراق) وفي تاريخ معين، وإنه مكلف بالقيام بهذه المهمة المقدسة..
وهكذا فإن العراق وفي ظل الغياب العربي أصبح ساحة مستباحة ليس للأمريكيين وحلفائهم وإنما للعبث اليهودي والأساطير المزعومة التي تتحقق علي أرض العراق لإثبات صحة كتابهم المقدس الذي بلي من كثرة التحريف والتزييف ومن أجل تحقيق حلم إسرائيل الكبري والذي تراجع وربما قارب علي الانهيار والتلاشي ' من النيل إلي الفرات'!