على شرفة منزله الريفي في بلدته عبيه التي تقع في جبل لبنان وتبعد 30 كلم جنوب شرق بيروت، يمضي الأسير المحرر سمير القنطار فترة راحة بعد الإفراج عنه وانتهاء متاعب الأسر حيث كان اعتقل عام 1979 إثر عملية بمستوطنة نهاريا شمال فلسطين المحتلة.
يستقبل القنطار المهنئين الذين يتوافدون إلى منزله من كافة المناطق اللبنانية والدول العربيّة. ولا يتردّد في الإجابة عن اتصال هاتفي من صديق أو نسيب أو صحفي.
ويردّ القنطار على احتمال قيادته لسرايا المقاومة الوطنية اللبنانية والتي هي رديف المقاومة الإسلامية لحزب الله، وتضم مختلف التيارات والأحزاب الراغبة بالانخراط في الصراع مع الإسرائيليين، فيقول "سأكون متفرغا بالكامل للمقاومة وللجانب العسكري فيها.
ولم يقّرر شيء بخصوص قيادة السرايا. وأنا جاهز لأي مهمة تطلبها المقاومة مني".
وأضاف "المقاومة المسلّحة الإسلامية الباسلة مسئولة عن تحريرنا، بفضلها وبفضل جماهير الوعد الصادق التي تمسكّت بالمقاومة رغم الظروف الصعبة والمستحيلة.
نأمل أن يحفّز هذا العمل الآخرين خصوصا في الأرض المحتلة لاتباع نفس الأسلوب. المفاوضات السياسيّة والدبلوماسية لا تردّ حقا ولا أرضا ولا أسرى".
تهديد إسرائيلي
وردا على سؤال حول تهديد إسرائيل باغتياله، قال القنطار"هم هدّدوا وأخذوا القرار.
أنا لم أخشهم عندما كنت هناك، ولن أخشاهم هنا.
وأنا مستعد أن أقاتل وأستشهد وأدفع ثمن استشهادي سلفا".
وأضاف "المعركة يجب أن تتواصل حتى تحرير فلسطين كلها، والمأساة أن كلّ طرف عربي ينتظر الطرف الآخر ليعمل".
وحول انعكاس ظروف إطلاقه على الساحة اللبنانية، أعرب الأسير المحرر عن اعتقاده أنها "يجب أن تعزّز ثقة جماهير المقاومة بنفسها وبمقاومتها، والذي لا يؤمن عليه بالمقاومة أن يعيد حساباته".
وقال القنطار من جهة أخرى إن مراحل الاعتقال رآها واحدة على صعيد القهر والمعاناة، ولكنها كانت مختلفة ومتصاعدة على مستوى التدرج بالوعي.
وأضاف "تابعت المطالعة والتعلم والنقاش، فتعلمت العبرية ونلت شهادة الليسانس وبعض درجات أعلى في العلوم الاجتماعية".